يا أمتي… تلك شكواي أبثها إليك..فاسمعي..واعي..واعملي
أيتها الأمة العزيزة…
أيتها الأمة الحبيبة…
يا أمتي الغالية…
يا خير أمة أخرجت للناس
أكتب لك تلك لأن اسمك محفور في ثنايا روحي..
أكتب لك تلك الكلمات لأني بحبك متيمة..
أكتب لك تلك الكلمات لأن بي شوق دفين لرؤيتك في أعلى القائمة..
أبثها إليك دامية لأني سأمت حالتك اليوم
و عذراً إن بدت كلماتي قاسية
لا تؤاخذيني فرؤية الجميع في المقدمة
و أنت يا أمتي من كنت جنب الشمس تلتصقي
حالتك يا غالية لا تسر صديق أو حتى عدو
أمتي بحثت طويلاً و عميقاً عن أكثر الهموم التي تتكابل علي
فما وجدت سوى همك يا عزيزتي يشغلني و يؤرقني..
فعدت أبحث في دهاليز تاريخك و حواري سجلاتك علي أكتشف أهمك هذا قديم أم حديث؟؟!! فوجدته حديث حداثة قروننا الأخيرة هذه وخلال بحثي يا أمتي أبهرتني أمجادك…………
فالتاريخ يا حبيبتي سطر لك بأحرف من نور أيام عزك ..أيام كان رسولك حي يرزق.. أيام حكمنا الصادق الصديق أبو بكر و حين حكمنا العادل الفاروق عمر و حين حكمنا الحكيم الحاني ذو النورين عثمان و حين حكمنا الإمام أبو تراب علي و حين حكمنا عمر بن عبد العزيز المقسط الطيب و أيام صلاح الدين و سيف الدين قطز و أمراء غرناطة و عائلة خوارزم شاه و أيام التجار المسلمين ذوي الأخلاق الرفيعة و غيرهم الكثير مما لا يعد و لا يحصى ففي تلك الأيام يا حبيبتي ما مر يوم إلا و سجل لك التاريخ مجداً جديداً…
ثم رحت يا أمتي أقلب دفاتر التاريخ فقرأت "إن هذه أمتكم أمة واحدة" فقرأتها ناصعة البياض مشرقة إشراق الشمس
ووجدت كل معاني العدل و الأخوة و المحبة و المساواة و الاستقامة و التعاون و الشرف و المروءة و العلم و الأخلاق و الغنى و الأدب
وجدتها ظاهرة واضحة جلية
أخذتني الدهشة و ارتسمت علامات استفهام كثيرة هل الأمة الموجودة الآن هي سليلة تلك الأمة العظيمة؟؟!! أيمكن ؟؟! هل نسل هؤلاء العظام بهذا الشكل و هذه الحالة؟؟!!
استبعدت هذا الاحتمال لكن الواقع كان يفرض هذا الاحتمال… فرحت أراجع أنسابنا فوجدتنا بحق أحفاد تلك الأمة و نحن هم سلالة العظام…
قلت في نفسي كيف؟؟ لما لسنا مثلهم؟؟؟ ألم نرث صفاتهم؟؟؟ أولسنا أحفادهم!!!
فرد التاريخ قائلاً " إن صفات أجدادك لا تورث بل تُكتسب " فرددت عليه قائلة لكن كيف نكتسبها؟؟؟
فرد علي بغلظة "
بالدين"
"بالدين"
"بالدين
"
عرفت ما يقصد و وصلني ما يشير له فتحسرت على هؤلاء العظام كيف نكوم نحن سلاتهم!!!
لكني رجعت و تفألت و رحت أعقد مقارنة بين الأوضاع سابقاً!!!!!و حالياً!!
حسبتني سأجد وجه شبه و لو بسيط و لكن للأسف لا يوجد أي شبه بل إن الشبه معدوم , أمتي لقد كنت سابقاً ذات ملامح جميلة عظيمة لكن اليوم أنت بلا ملامح أصلاً , لا جميلة أو حتى قبيحة…
وجدت الجملة التي حفظها التاريخ عنا "إن هذه أمتكم أمة واحدة" قد قسمنها نحن لأكثر من أمة فهناك أمة عربية و أخرى كردية و بربرية و زنجية و هندية و تركية
لك الله يا أمتي كنت قد أعزك الله بالإسلام فإذا بك تدعيه لترضي بقوميات جعلتها بديلاً لكلمة "الأمة الإسلامية"
وجدت المعاني السامية التي فاح عطرها في جنبات التاريخ قد غُيرت
فالجور أصبح من صفاتك
و العداوة من خصائصك
و التفرقة من أولوياتك
و الانحراف من سماتك
و الجهل من صورك
و الخسة صفة أصيلة في أبنائك
و الفقر من ظواهرك
لك الله يا أمتي … أنت خير أمة أخرجت للناس…أأنت هي ؟؟؟؟
فهذا حاكم يظلم رعيته كأنه يملكها و ليس هم و نحن الذين كنا فينا عمر
و تلك أحد دولنا بعد أن قُسمنا تعتدي على أختها و نحن من وضع لنا الرسول الأكرم مبادئ الأخوة
و تلك دولة من دولنا تتوسط لدى عدونا لتفريق أختها و نحن من قيل فينا" إن هذه أمتكم أمة واحدة"
و هذا شبابنا و لا أحكي لك يا أمتي عليه فأنت أدرى و نحن من كنا فينا أسامة بن زيد
أما جهل أبنائك فحدث و لا حرج…أخرجي لي عالم يا أمتي عالم مسلم يتقي الله أو حدثيني عن أفرادك يا أمتي… كلهم أو أغلبهم جهلة و لا فخر و نحن تلك الأمة التي أمرت بطلب العلم كفرض!!!
و أما خسة أبنائك فيكفيني السكوت عله يفسر و أنتي يا أمتي من بعث رسولك ليتمم مكارم الأخلاق
و أما فقرنا فنحن أفقر الخلق فكراً و عقلاً و إن كنا أغنياء مالاً لكن الأغنياء مالاً مستبدين و الفقراء كثر نحن أمة الإسلام التي كان فينا عمر بن عبد العزيز
آسفة يا أمتي إن قسوت لكني ما أقول
هذا إلا لأن جرحك يدميني و يؤلمني و لا
يعجبني كيفية علاجك فهي بدائية
أريد علاج علمي حديث فعال
لكن مع كل تلك الصورة المعتمة رأيت فيك من يستحقون كونهم فيك يا أمتي لكني أستحلف بالله هؤلاء ارفعوا رؤوسكم …انظروا إلى فوق …فوق
أترى هذا؟؟؟
أتراه
دقق النظر جيداً
هذه قمة مجدك يــــــــــــا مسلم …هل رأيتها؟؟؟
إنها تنتظرك لتتربع عليها هيا اجمع زادك و أمضي… أجمع حولك كل من تعرفهم و أيقظهم من نومهم ثم أرفع رؤوسهم ليروا معك القمة ثم أمضوا معاً و أكثروا الزاد فالطريق طويل و لكن يمكننا الإسراع
يا مسلمين لقد نزلنا عن القمة لأننا تركنا ديننا فتمسكوا بدينكم
إخواني أين البطولة ؟؟؟ أين التطلع للأمام؟؟؟ أين الطموح إلى السحاب؟؟؟
و حين تصل للقمة نـــــــادي بأعلى صوتك و قل "إن هذه أمتكم أمة واحدة"
و بعدها عش هانئاً
عش سعيداً
كن بحق سليل العظام…………….ابن الأبطال……………حفيد الخالدين
هذه يا أمتي شكواي
هذه يا أمتي رسالتي
هذا يا أمتي خطابي
أعلم أني دست على الجرح لكن يجب علينا أن ندوس على الجرح و لنمضي في درب أجدادنا العظام الكرام الأعزاء الأبطال الخالدين
جاهد نفسك و اقهرها
كن حاكمها و لست محكومها
قل لها لا……..و ألف لا
قل لها سأسلك درب جدودي على الرغم منك
قل لها لن أرضى يوماً أن يضيع هذا الدرب على يدي
و لك مني السلام يا أمة السلام