التضحية في الحياة

سأل أحمد جدته لماذا البحر الميت أسموه بهذا الاسم, و لماذا لا يوجد به أسماك؟ أنا أعرف أن البحر الميت مالحاً جداً و لهذا يموت به كل سمكة تأتي إليه؛ و لهذا أسموه البحر الميت, و لكن لا أعرف لماذا هو مالح و ضار للأسماك؟
الجدة: هل تريد أن أروي إليك قصة خياليةً و ممتعة, أم أسأل أستاذ العلوم بهذا الشأن؟
أحمد: أريد أن تروي إلي قصةً ممتعة و خيالية.
الجدة: كان هناك أربعة فتيان أيتام, و لديهم أمٌ و يعيشون بين بحرٍ واسعٍ بجانب قرية صغيرة, و كان الأول يدعى عدنان و كان عمره 14 سنة و لينا عمرها 12 سنة و فارس عمره 7 سنوات و روان عمرها سنة واحدة فقط. و في إحدى الأيام أصاب أمهم مرضاً خطيراً و كانت على وشك الموت, و كانت تحتاج إلى عشبه من نبتة نادرة النوع؛ و كانت هذه النبتة موجودة في الطرف الأخر من القرية, و كان يجب أن يعبروا البحر بقاربٍ, و كان لديهم قارباً صغيراً, و لكن المشكلة كانت بالطقس, كان في أواخر فصل الخريف و في الشتاء سيكون الجو بارداً و ممطراً جداً؛ لأنهم كانوا يعيشون بعيداً عن خط الاستواء. و استغلوا فصل الخريف في الذهاب بالقارب إلى الجهة الأخرى؛ لإحضار النبتة النادرة. و ذهبا عدنان و فارس إلى الرحلة وحدهما؛ لأن لينا كان عليها أن تبقى مع أمها و مع روان. كان العبور بالقارب سهلاً, و عندما وصلا بحثوا عن النبتة يوماً كاملاً, و عندما وجدوها كان حولها نبتة ضارة و مؤذية و لم يستطيعوا التقاط النبتة, و بدءوا بالتفكير, و وجدَ عدنان فكرة و قال( سأحملك من فوق النبتة المؤذية و تلتقط النبتة النادرة و عندها ستتمسك بغصنٍ قوي و سأحملك ), و هكذا ألتقط فارس النبتة و كان فصل الشتاء قد بدأ, و الجو كان بارداً جداً و ممطراً, و من كثر برودة الجو و الرياح القوية و الممطرة كانت الأسماك تموت حوالي 50 سمكة يومياً, و لم يستطيعوا أن يرجعوا إلى القرية, و لبثوا في كهفٍ بضع أيام, و في إحدى الأيام أستيقظ عدنان باكراً و لم يكن الجو بارداً, و قرر أن يرجع إلى قريته, و ركبا عدنان و فارس القارب, و في منتصف البحر جاء مطراً غزيراً و خاف عدنان على أخاه فارس كثيراً و حضنهُ, و كان عدنان قوياً و جريئاً و متحمل للمسئولية, و بعد ذلك ظهرت رياحٌ تجرفُ ما في البحر و هذا يدل على قوة هذه الرياح, و بدأ القارب يتموج و يتحرك و لم يستطيع عدنان السيطرة على القارب و كاده أخاه أن يقع من القارب, و لكن من كثر حب عدنان على أخيه أمسكهُ بيده القوية و الثابتة ثم وقع بدلاً من فارس و مات عدنان و حزن فارس كثيراً على عدنان, و لكن كان مصراً على إنقاذ أمه, و بدأ يتحكم بالقارب يميناً و ثم شمالاً بعزمٍ و قوة, و هكذا استطاع النجاة من الموت, و وصل إلى القرية و أنقذ أمه من الموت و قال لها ما الذي فعله بالقرية هو و عدنان. و كان عدنان شهيداً, و هكذا قررت الأم تسمية هذا البحر باسم البحر الميت؛ لأنه كان يموت به الكثير من الأسماك.
أحمد: شكراً جزيلاً يا جدتي على هذه الحكاية الرائعة و الجميلة.

صبايا هذه القصة أنا ألفتها و بتمنى تقولوا رأيكم فيها بصراحة و من دون مجاملة، و بتمنى تنال إعجابكم.


و شكراً...

يسلموو ياقمر